يتساءل البعض، هل الزواج أثناء الدراسة الجامعية حالة جيدة؟ ما هي نسبة نجاحها ونسبة فشلها؟ هل يدعم الأهل هذه الحالة إذا اتخذ أبناؤهم أو بناتهم هذا القرار؟ كيف يوفق الزوجان بين دراستهم ومهامهم؟
التقينا بمُعتز السيد وهو طالب طب بشري في تركيا، وزوجته نور الهدى العبدالله وهي طالبة صيدلة أيضاً في تركيا، لكي يتحدثا لنا عن هذه التجربة، يقول معتز:
تزوجنا أنا وزوجتي منذ قرابة العام ونصف العام أو أكثر قليلاً. أنا أدرس الطب البشري وزوجتي الصيدلة، عقدنا خطوبتنا بدايةً حين كنتُ على وشك إنهاء سنتي الدراسية الأولى في كلية الطب، وكانت زوجتي تنهي السنة التحضيرية للغة الدراسة وبعد سنة، وكان ذلك خلال انتشار وباء كوفيد 19 وكنت قد أنهيت سنتي الدراسية الثانية في الكلية عقدنا قراننا.
هل واجه مشروع الزواج في أي مرحلة اعتراض الأهل؟
لقد تلقينا الكثير من الدعم فيما يخص نية الزواج والارتباط من قبل أاهلي، فقط كان لدى أهل زوجتي بعض التساؤلات بحكم أني طالب، حول كيف سيتسنى لي تأمين تكلفة معيشتنا، وقد تمكنا من حل الأمر دائما بوجود الرغبة عند كل الأطراف للمساعدة والثقة بحسن اختيارنا.
ما الصعوبات التي تواجه الطالب في مشروع الزواج خلال الدراسة؟
قبول الأهل مسألة يجب أخذها بالاعتبار لأنها تسهّل باقي التفاصيل، أغلب الأهالي لا يبدو لهم ذلك مقبولاً للوهلة الأولى، ولو حصلت الموافقة يغلب أن تكون مُتعلقة بالخطوبة فقط، أحمد الله من هذه الناحية أننا لقينا التفهم دائماً، ولم نطالَب بتكاليف باهظة في العرس والأشياء الأخرى المعتادة.
الصعوبة التالية هي الجانب المادي، كان على كلينا أن يتنازل عن حياة ذات جودة مادية أعلى يعيشها في كنف أهله ولم يكن ذلك أيضا مشكلة. في أشهر الصيف نعمل أنا وزوجتي لتأمين الدفعات المالية التي سنحتاجها في عامنا الدراسي، وتكاليف معيشتنا أيضا بطبيعة الحال، الوصول لتفاهم مشترك بين الزوجين أيضاً واحدة من الصعوبات، من جهتنا نحاول أن ننسق كل شيء بحيث تكون الأولوية للتفرغ للدراسة.
كيف توزعون المهام بينكما؟
يهتم كل واحد فينا بالأشياء التي يجيدها أكثر، فتهتم زوجتي على سبيل المثال بكل ما يتعلق بالنظافة، وأنا أعير طاقتي للترتيب وغالباً الطبخ وإحضار الحاجيات والأمور الأخرى، بكل الأحوال من المستحيل على أرض الواقع أن يتحمل طرف واحد القسم الأكبر من العمل، لكن ما ساعدنا أنه وفي أغلب الأحيان فإن أوقات امتحاناتنا ليست نفسها، ما يجعل توزيع الضغط متاحاً بحيث يمكن التفرغ للدراسة في أوقات الامتحان، ويقع العبء على الطرف الآخر، وحتى لو حصل تضارب في هذا النظام فيما يخص مواعيد الامتحانات نتدبر الأمر قبل ذلك بأسابيع، الطعام وما إلى ذلك، ونقوم بتأجيل كل ما لا يندرج في بند الضروريات.
هل ترى أن للزواج في مرحلة الدراسة الجامعية مزايا؟ ما هي؟
الاستقرار العاطفي مع وجود عنصر الحب بين الطرفين هو في غاية الأهمية. الإقدام على الزواج يعني خطوة إلى الأمام، ومن الناحية العاطفية يكون ممكنا أن ينصرف تفكيرك للدراسة والعمل والإنجاز. توفر شريك داعم لك في الحياة، وطبعا دعم الأهل للتجربة كل هذه جوانب إيجابية، وبشكل عام فإن أهم نتيجة هي النضج، فالزواج يرتب مسؤوليات وتحديات ويجعل من تفكيرك تفكير شخص ناضج.
هل تنصح الطلاب بخوض التجربة؟
إذا توفرت الشروط فالأمر ممكن: أولاً اختيار الشخص الصحيح، وثانياً ضمان مستوى معين جيد نسبياً للمعيشة، وبالتأكيد تفهم ودعم الأهل.وإجمالاً أنصح بالتخطيط السليم، وبضرورة ضمان دعم الأهل لإنجاح الزواج.
اقرأ أيضاً عن:
اللغة التركية سهلة على الطلاب العرب
إقناع الأهل بالدراسة في تركيا لم يكن امراً سهلاً